- 1 تداول الخيارات في السوق السعودي: دليلك الكامل لعام 2025
- 2 إتقان أساسيات عقود الخيارات: مفاهيم لا غنى عنها قبل البدء
- 3 موازنة الفرص والمخاطر في تداول الخيارات: دليلك لاتخاذ قرارات استثمارية ذكية
- 4 دليلك العملي خطوة بخطوة لبدء تداول الخيارات في السوق السعودي
- 5 الحكم الشرعي لتداول الخيارات: هل هو حلال أم حرام؟
- 6 استراتيجيات تداول الخيارات للمبتدئين: ابدأ بخطوات واثقة
- 7 الخلاصة: هل الاستثمار في الخيارات هو القرار الصائب لك؟
تداول الخيارات في السوق السعودي: دليلك الكامل لعام 2025
أهلاً بك في دليلك الشامل والمفصل لدخول عالم تداول الخيارات في السوق المالية السعودية. إذا كنت تبحث عن أداة استثمارية متقدمة قد تمنحك فرصاً لتحقيق عوائد مرتفعة، أو وسيلة لحماية محفظتك الاستثمارية من تقلبات السوق، فقد وصلت إلى المكان الصحيح. في السنوات الأخيرة، شهد سوق المشتقات المالية السعودي نمواً ملحوظاً، وأصبحت عقود الخيارات للأسهم المفردة متاحة لعدد أكبر من الشركات المدرجة، مما فتح آفاقاً جديدة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء. هذا الدليل مصمم خصيصاً ليأخذ بيدك من مستوى المبتدئ الذي لا يملك أي فكرة عن الخيارات، إلى مستثمر واعٍ ومتمكن يفهم آليات عملها، ومزاياها، ومخاطرها، وكيفية تداولها بفعالية وأمان داخل السوق السعودي. سنقوم بتفكيك المفاهيم المعقدة إلى شروحات بسيطة وواضحة، وسنزودك بخطوات عملية لبدء رحلتك الاستثمارية. سواء كان هدفك هو المضاربة لتحقيق أرباح سريعة أو التحوط من المخاطر المستقبلية، فإن فهمك العميق لعقود الخيارات سيمنحك أفضلية تنافسية كبيرة في عالم الاستثمار. استعد لتكتشف كيف يمكن لهذه الأداة المالية القوية أن تغير استراتيجيتك الاستثمارية بالكامل في عام 2025.

ما هي عقود الخيارات؟ شرح مبسط للمبتدئين في الاستثمار
لنبسط الأمر قدر الإمكان، تخيل أنك ترغب في شراء قطعة أرض تتوقع أن يرتفع سعرها خلال الأشهر القادمة، لكنك لا تملك المبلغ كاملاً الآن. تقوم بالاتفاق مع مالك الأرض على دفع “عربون” بسيط مقابل الحصول على الحق في شراء الأرض بسعر متفق عليه (مثلاً 100 ألف ريال) خلال مدة ثلاثة أشهر. خلال هذه الفترة، إذا ارتفع سعر الأرض إلى 150 ألف ريال، يمكنك ممارسة حقك وشراؤها بالسعر القديم وتحقيق ربح. أما إذا انخفض سعرها، فببساطة يمكنك التنازل عن حقك، وتكون خسارتك الوحيدة هي العربون الذي دفعته. عقود الخيارات تعمل بمبدأ مشابه جداً. إنها ليست أسهماً، بل هي عقود تمنحك الحق، وليس الالتزام، بشراء أو بيع أصل مالي معين (مثل أسهم شركة أرامكو) بسعر محدد (يُسمى سعر التنفيذ) خلال فترة زمنية محددة (تاريخ الانتهاء). مقابل هذا الحق، تقوم بدفع مبلغ بسيط يُسمى “العلاوة” (Premium)، وهو بمثابة العربون في مثالنا. الميزة الكبرى هنا هي أنك تستطيع التحكم في عدد كبير من الأسهم بمبلغ صغير جداً مقارنة بثمن شرائها مباشرة، وهذا ما يفتح الباب أمام فرص ومخاطر سنتعمق فيها لاحقاً.
لماذا تتداول الخيارات؟ اكتشف قوة الرافعة المالية وحماية استثماراتك
قد تتساءل، لماذا أتعلم هذه الأداة المعقدة بدلاً من الاستمرار في شراء وبيع الأسهم مباشرة؟ الجواب يكمن في ميزتين أساسيتين لا توفرهما الأسهم التقليدية: الرافعة المالية و التحوط (حماية الاستثمارات).
أولاً، الرافعة المالية (Leverage): تتيح لك الخيارات التحكم في كمية كبيرة من الأسهم بتكلفة قليلة جداً (قيمة العلاوة). لنفترض أنك تتوقع ارتفاع سهم سعره 100 ريال. بدلاً من شراء 100 سهم مقابل 10,000 ريال، يمكنك شراء عقد خيار واحد (يمثل 100 سهم) يمنحك حق شرائها بسعر 100 ريال، وقد يكلفك هذا العقد 500 ريال فقط. إذا ارتفع سعر السهم إلى 110 ريالات، فإن قيمة عقدك سترتفع بشكل كبير جداً، وقد تحقق ربحاً بنسبة 100% أو أكثر على مبلغك المستثمر (500 ريال)، بينما لو كنت اشتريت الأسهم مباشرة، لكان ربحك 10% فقط. هذه هي قوة تضخيم الأرباح.
ثانياً، التحوط (Hedging): تخيل أنك تمتلك محفظة أسهم كبيرة وتخشى من هبوط السوق في الفترة القادمة بسبب أخبار اقتصادية سيئة. بدلاً من بيع جميع أسهمك، يمكنك شراء عقود خيارات بيع (Put Options). هذه العقود تعمل كبوليصة تأمين لمحفظتك؛ فإذا انخفضت قيمة أسهمك بالفعل، سترتفع قيمة عقود الخيارات التي اشتريتها، والأرباح التي تحققها من الخيارات ستعوض جزءاً كبيراً من خسائرك في الأسهم. بهذه الطريقة، تحمي رأس مالك من التقلبات الحادة دون الحاجة إلى تصفية استثماراتك طويلة الأجل.
إتقان أساسيات عقود الخيارات: مفاهيم لا غنى عنها قبل البدء
قبل أن تخطو أولى خطواتك في عالم تداول الخيارات، من الضروري جداً أن تتقن اللغة والمفاهيم الأساسية التي تحكم هذا السوق. تماماً مثل تعلم قواعد القيادة قبل الانطلاق بالسيارة، فإن فهم هذه الأساسيات سيحميك من ارتكاب أخطاء مكلفة ويمكّنك من اتخاذ قرارات مدروسة. هذا الجزء من الدليل هو بمثابة حجر الزاوية في رحلتك التعليمية. سنتناول فيه الفروقات الجوهرية بين نوعي الخيارات الرئيسيين: خيارات الشراء (Call) وخيارات البيع (Put)، وسنوضح لك متى تستخدم كل منهما لتحقيق أهدافك الاستثمارية. بعد ذلك، سنقوم بتفكيك ثلاثة مصطلحات رئيسية تشكل عصب أي عقد خيار: سعر التنفيذ، تاريخ الانتهاء، والعلاوة (Premium). فهمك لهذه المصطلحات ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو الأداة التي ستمكنك من قراءة السوق وتحليل الفرص المتاحة بشكل صحيح. تجاهل هذه الأساسيات يشبه الإبحار في محيط هائج دون بوصلة، لذلك امنح هذا الجزء تركيزك الكامل لتضمن بناء قاعدة معرفية صلبة تنطلق منها نحو النجاح.
خيار الشراء (Call) مقابل خيار البيع (Put): كيف تختار الأنسب لهدفك؟
في عالم الخيارات، هناك اتجاهان فقط يمكنك المراهنة عليهما: الصعود والهبوط. ولكل اتجاه أداته الخاصة.
خيار الشراء (Call Option): هذا هو خيارك عندما تكون متفائلاً وتتوقع أن سعر السهم أو الأصل الأساسي سيرتفع. عندما تشتري خيار شراء، فإنك تحصل على الحق في شراء 100 سهم من الأصل بسعر التنفيذ المحدد، وذلك حتى تاريخ الانتهاء. هدفك هو أن يرتفع سعر السهم في السوق الفعلي فوق سعر التنفيذ، مما يجعل “حق الشراء” الذي تملكه قيّماً، حيث يمكنك الشراء بسعر أرخص من سعر السوق.
خيار البيع (Put Option): هذا هو خيارك عندما تكون متشائماً وتتوقع أن سعر السهم سينخفض. عندما تشتري خيار بيع، فإنك تحصل على الحق في بيع 100 سهم من الأصل بسعر التنفيذ المحدد. هدفك هو أن ينخفض سعر السهم في السوق الفعلي إلى ما دون سعر التنفيذ، مما يجعل “حق البيع” الذي تملكه قيّماً، حيث يمكنك البيع بسعر أعلى من سعر السوق.

فك شفرة مصطلحات الخيارات: سعر التنفيذ، تاريخ الانتهاء، والعلاوة
لفهم أي عقد خيار بشكل كامل، يجب أن تستوعب ثلاثة مكونات أساسية تحدد قيمته وسلوكه. هذه المصطلحات ستراها في كل صفقة خيارات تقوم بها، لذا فإن إتقانها أمر لا بد منه.
سعر التنفيذ (Strike Price): هذا هو “السعر المتفق عليه” في العقد، والذي يحق لك شراء (في حالة الـ Call) أو بيع (في حالة الـ Put) الأصل الأساسي به. عند اختيار عقد خيار، ستجد قائمة طويلة من أسعار التنفيذ المتاحة أعلى وأسفل سعر السهم الحالي. اختيار سعر التنفيذ هو قرار استراتيجي مهم جداً؛ فكلما كان سعر التنفيذ أقرب لسعر السوق الحالي، زادت فرصة نجاح الصفقة، ولكن سعر العقد (العلاوة) يكون أعلى، والعكس صحيح.
تاريخ الانتهاء (Expiration Date): هذا هو “تاريخ صلاحية” العقد. لكل عقد خيار عمر محدد، قد يكون أياماً (خيارات أسبوعية) أو أشهراً أو حتى سنوات. بعد هذا التاريخ، يصبح العقد لا قيمة له ويفقد المشتري أي حقوق مرتبطة به. كلما كان تاريخ الانتهاء أبعد، زاد الوقت المتاح للسهم للتحرك في الاتجاه الذي تتوقعه، وبالتالي تكون قيمة العقد (العلاوة) أعلى. عامل الوقت ليس في صالح مشتري الخيار، فقيمة العقد تتآكل يومياً مع اقتراب تاريخ الانتهاء، وهو ما يعرف بـ “تآكل القيمة الزمنية”.
العلاوة (Premium): هذا هو “ثمن العقد” الذي يدفعه المشتري للبائع للحصول على الحقوق المذكورة. يتم تحديد سعر العلاوة في السوق بناءً على عدة عوامل، أهمها سعر السهم الحالي مقارنة بسعر التنفيذ، والمدة المتبقية حتى تاريخ الانتهاء، ومستوى التقلب (Volatility) في السهم. بالنسبة لمشتري الخيار، تمثل العلاوة أقصى مبلغ يمكن أن يخسره في الصفقة. أما بالنسبة للبائع، فهي تمثل أقصى ربح يمكن أن يحققه.
موازنة الفرص والمخاطر في تداول الخيارات: دليلك لاتخاذ قرارات استثمارية ذكية
إن جاذبية تداول الخيارات تكمن في قدرته الهائلة على تضخيم الأرباح، ولكن هذه القوة تأتي مصحوبة بمخاطر جوهرية يجب فهمها وإدارتها بحكمة. تجاهل المخاطر والتركيز فقط على الأرباح المحتملة هو أسرع طريق لخسارة رأس المال. المستثمر الذكي ليس من يتجنب المخاطرة تماماً، بل هو من يفهمها، ويقيسها، ويتخذ خطوات استباقية للتحكم فيها. في هذا القسم، سنغوص في أعماق الميزة الكبرى للخيارات، وهي الرافعة المالية، ونوضح بالأمثلة كيف يمكن لمبلغ صغير أن يحقق عوائد تفوق بكثير الاستثمار التقليدي في الأسهم. وفي المقابل، سنسلط الضوء بوضوح تام على الجانب الآخر من العملة: المخاطر. سنشرح لك أسوأ السيناريوهات المحتملة، ليس لتخويفك، بل لتزويدك بالمعرفة اللازمة لتجنبها. الهدف هو تمكينك من موازنة كفتي الميزان بين الطموح والحذر، لاتخاذ قرارات استثمارية مبنية على وعي كامل، وليس على أمل أو تخمين.
الميزة الكبرى للخيارات: كيف تضاعف أرباحك المحتملة برأس مال أقل؟
الميزة الأساسية التي تجذب المستثمرين إلى عالم الخيارات هي كفاءة رأس المال أو ما يُعرف بالرافعة المالية. لنوضح ذلك بمثال رقمي بسيط. لنفترض أنك متفائل جداً تجاه سهم شركة “الاتصالات السعودية (STC)” الذي يتم تداوله حالياً بسعر 40 ريالاً للسهم، وتتوقع ارتفاعه إلى 45 ريالاً خلال الشهر القادم.
السيناريو الأول: شراء الأسهم مباشرة
قررت استثمار 8,000 ريال لشراء 200 سهم (200 سهم × 40 ريال).
إذا ارتفع السعر إلى 45 ريالاً كما توقعت، ستصبح قيمة أسهمك 9,000 ريال (200 سهم × 45 ريال).
ربحك الصافي سيكون 1,000 ريال، أي عائد على الاستثمار بنسبة 12.5% (1,000 ÷ 8,000).
السيناريو الثاني: شراء خيارات الشراء (Call Options)
بدلاً من شراء الأسهم، وجدت عقد خيار شراء (Call) لسهم STC بسعر تنفيذ 40 ريالاً وتاريخ انتهاء بعد شهر، ويكلف العقد (العلاوة) 2 ريال للسهم الواحد. العقد الواحد يمثل 100 سهم، لذا تكلفة العقد 200 ريال.
قررت شراء 4 عقود بتكلفة إجمالية 800 ريال فقط (4 عقود × 200 ريال).
عندما يرتفع سعر السهم إلى 45 ريالاً، ترتفع قيمة عقدك بشكل كبير. لنفترض أن قيمة العلاوة الجديدة أصبحت 5 ريالات للسهم (لأن السهم الآن أعلى من سعر التنفيذ بـ 5 ريالات).
قيمة عقودك الأربعة تصبح 2,000 ريال (4 عقود × 500 ريال).
ربحك الصافي سيكون 1,200 ريال (2,000 – 800)، أي عائد على الاستثمار بنسبة 150% (1,200 ÷ 800).
لاحظ كيف تمكنت باستخدام 10% فقط من رأس المال الأصلي من تحقيق ربح أعلى وعائد استثماري أكبر بـ 12 ضعفاً. هذه هي القوة الحقيقية للرافعة المالية في الخيارات.
مخاطر تداول الخيارات: ما هو أسوأ سيناريو وكيف يمكنك تجنبه؟
مقابل كل فرصة كبيرة، توجد مخاطرة يجب أن تكون على دراية كاملة بها. في تداول الخيارات، المخاطر واضحة ويمكن قياسها، وفهمها هو خطوتك الأولى نحو تجنبها.
خسارة العلاوة بالكامل (للمشتري): هذا هو الخطر الأكثر شيوعاً. إذا اشتريت عقد خيار (Call أو Put) ولم يتحرك سعر السهم في الاتجاه الذي توقعته قبل تاريخ الانتهاء، أو لم يتحرك بما فيه الكفاية لتغطية تكلفة العلاوة، سينتهي أجل العقد وتخسر كامل المبلغ الذي دفعته (العلاوة). أسوأ سيناريو لمشتري الخيار هو خسارة 100% من استثماره في تلك الصفقة. الخبر الجيد أن خسارتك محدودة ولا يمكن أن تتجاوز هذا المبلغ.
خسائر غير محدودة (للبائع): هنا يكمن الخطر الأكبر في عالم الخيارات. إذا قمت بـ “كتابة” أو بيع خيار شراء (Naked Call) دون أن تمتلك الأسهم الأساسية، وتفاجأت بارتفاع كبير في سعر السهم، فإن خسائرك نظرياً “غير محدودة”. لأنك ملزم بتوفير الأسهم للمشتري بالسعر المتفق عليه (سعر التنفيذ)، بينما سعرها في السوق يرتفع بلا سقف. يجب على المبتدئين تجنب بيع الخيارات غير المغطاة تماماً حتى يكتسبوا خبرة ومعرفة واسعة.
تآكل القيمة الزمنية (Time Decay): الوقت هو عدو مشتري الخيار. كل يوم يمر، يفقد عقد الخيار جزءاً من قيمته حتى لو لم يتغير سعر السهم. هذا يعني أنك لا تحارب اتجاه السعر فقط، بل تحارب الزمن أيضاً.
لتجنب هذه المخاطر، إليك قائمة تحقق سريعة:
- هل أفهم تماماً كيف تعمل هذه الصفقة؟ (لا تتداول ما لا تفهمه).
- ما هو أقصى مبلغ يمكن أن أخسره في هذه الصفقة؟ (يجب أن يكون مبلغاً تستطيع تحمل خسارته بالكامل).
- هل لدي سبب قوي وتوقعات واضحة لاتجاه السهم؟ (تجنب التداول بناءً على إشاعات).
- هل المدة الزمنية لتاريخ الانتهاء كافية لتحقق توقعاتي؟ (لا تختر تواريخ قريبة جداً إلا إذا كنت متداولاً يومياً متمرساً).
- هل الصفقة جزء من استراتيجية أكبر أم مجرد مضاربة عشوائية؟ (التزم بخطة استثمارية واضحة).
دليلك العملي خطوة بخطوة لبدء تداول الخيارات في السوق السعودي
الآن بعد أن أصبحت ملماً بالمفاهيم النظرية والمزايا والمخاطر، حان الوقت للانتقال إلى الجانب العملي. قد يبدو بدء تداول الخيارات في السوق السعودي أمراً معقداً، ولكنه في الحقيقة عملية منظمة يمكن تقسيمها إلى خطوات واضحة ومباشرة. هذا القسم مصمم ليكون خريطة طريق لك، حيث سنرشدك خلال كل مرحلة من مراحل العملية، بدءاً من أهم قرار ستتخذه وهو اختيار الوسيط المالي الموثوق والمرخص، مروراً بالإجراءات الفنية لفتح حسابك وتفعيله لتداول المشتقات، وصولاً إلى المهارات العملية اللازمة لقراءة “سلسلة الخيارات” واتخاذ قرارك الأول. سنختتم بتطبيق عملي يوضح لك كيف يمكن أن تبدو صفقتك الأولى. الهدف من هذا الدليل هو إزالة الغموض والرهبة المرتبطة بالبدء، وتزويدك بالثقة والمعلومات اللازمة لتنفيذ تداولاتك الأولى بشكل صحيح وآمن. تذكر أن التنفيذ الصحيح لا يقل أهمية عن التحليل الصحيح.
الخطوة 1: كيف تختار أفضل وسيط مالي مرخص لتداول الخيارات في السعودية؟
اختيار الوسيط المالي هو حجر الأساس لرحلتك في تداول الخيارات، وهو قرار لا يجب الاستهانة به أبداً. الوسيط هو بوابتك إلى السوق، والمنصة التي ستنفذ عليها جميع عملياتك. عند الاختيار، ضع في اعتبارك المعايير التالية:
الترخيص والتنظيم: هذا هو المعيار الأهم على الإطلاق. تأكد بنسبة 100% أن الوسيط مرخص رسمياً من قبل هيئة السوق المالية السعودية (CMA). هذا يضمن أن أموالك تخضع للرقابة والحماية وفقاً للأنظمة المعمول بها في المملكة. يمكنك التحقق من قائمة الشركات المرخص لها على الموقع الرسمي للهيئة.
عمولات التداول: تختلف العمولات من وسيط لآخر. ابحث عن هيكل عمولات واضح وشفاف. بعض الوسطاء يتقاضون عمولة ثابتة لكل عقد، والبعض الآخر يتقاضى نسبة مئوية. قارن بينها واختر ما يناسب حجم تداولاتك المتوقع.
منصة التداول: هل المنصة سهلة الاستخدام ومستقرة؟ هل توفر أدوات تحليل فني ورسوم بيانية متقدمة؟ هل هي سريعة في تنفيذ الأوامر؟ معظم الوسطاء يوفرون حسابات تجريبية، استغل هذه الفرصة لتجربة المنصة قبل إيداع أموال حقيقية.
الأصول المتاحة: تأكد من أن الوسيط يوفر تداول الخيارات على الأسهم التي تهتم بها. قائمة الشركات المتاحة لتداول الخيارات في السوق السعودي في توسع مستمر، تأكد من أن وسيطك يواكب هذا التوسع.
خدمة العملاء والدعم: ستحتاج بالتأكيد إلى دعم فني أو مساعدة في مرحلة ما. اختر وسيطاً يوفر خدمة عملاء سريعة الاستجابة وداعمة باللغة العربية.
الخطوة 2: فتح وتفعيل حساب تداول الخيارات الخاص بك بسهولة
بمجرد اختيار الوسيط المناسب، تكون الخطوة التالية هي فتح حساب التداول. العملية تشبه إلى حد كبير فتح حساب تداول أسهم عادي، ولكن مع خطوة إضافية مهمة.
تقديم الطلب عبر الإنترنت: قم بزيارة موقع الوسيط الذي اخترته وابدأ عملية فتح الحساب. ستحتاج إلى تعبئة نموذج بالمعلومات الشخصية والمالية الأساسية.
رفع المستندات المطلوبة: عادةً ما يُطلب منك تقديم نسخة من الهوية الوطنية أو الإقامة، وإثبات العنوان الوطني.
الموافقة على اتفاقية المشتقات المالية: هذه هي الخطوة الإضافية. نظراً لأن الخيارات تعتبر أدوات استثمارية عالية المخاطر، سيطلب منك الوسيط قراءة والموافقة على اتفاقية خاصة بتداول المشتقات المالية. هذه الاتفاقية توضح المخاطر التي ينطوي عليها هذا النوع من التداول وتؤكد أنك على دراية بها. قد يُطلب منك أيضاً الإجابة على بعض الأسئلة لتقييم مدى خبرتك ومستوى تحملك للمخاطر.
تفعيل الحساب: بعد مراجعة طلبك والموافقة عليه، سيتم تفعيل حسابك. ستحصل على بيانات الدخول إلى منصة التداول.
تمويل الحساب: الخطوة الأخيرة هي إيداع الأموال في حسابك الاستثماري عبر طرق الدفع المتاحة لدى الوسيط (مثل التحويل البنكي) لتبدأ التداول.
الخطوة 3: قراءة “سلسلة الخيارات” واختيار العقد المناسب لاستراتيجيتك
“سلسلة الخيارات” (Option Chain) هي لوحة العرض التي ستجد فيها جميع عقود الخيارات المتاحة لسهم معين. قد تبدو مزدحمة بالمعلومات في البداية، لكن فهم مكوناتها الأساسية أمر بسيط. عند فتح سلسلة الخيارات لسهم ما، سترى جدولاً مقسماً عادةً إلى قسمين: خيارات الشراء (Calls) على جانب، وخيارات البيع (Puts) على الجانب الآخر.
في المنتصف، ستجد قائمة بـ أسعار التنفيذ (Strike Prices) المتاحة. لكل سعر تنفيذ، ستجد معلومات مرتبطة به مثل:
سعر الطلب (Ask): السعر الذي يمكنك به شراء العقد.
سعر العرض (Bid): السعر الذي يمكنك به بيع العقد.
آخر سعر (Last): آخر سعر تم تداول العقد به.
حجم التداول (Volume): عدد العقود التي تم تداولها في ذلك اليوم.
الفائدة المفتوحة (Open Interest): إجمالي عدد العقود القائمة التي لم يتم إغلاقها بعد.
نصيحة للمبتدئين: عند اختيار عقد، ركز على العقود التي تتمتع بـ حجم تداول وفائدة مفتوحة عالية. هذا مؤشر على السيولة الجيدة، مما يعني أنه سيكون من الأسهل عليك شراء وبيع العقد بسعر عادل ودون انزلاقات سعرية كبيرة. اختيارك لسعر التنفيذ وتاريخ الانتهاء يعتمد كلياً على استراتيجيتك وتحليلك لاتجاه السهم والمدى الزمني لتوقعاتك.
الخطوة 4: تطبيق عملي لتنفيذ أول صفقة شراء خيار بنجاح
لنجعل الأمر عملياً. لنفترض أنك قمت بتحليلك وتوصلت إلى قناعة بأن سهم “مصرف الراجحي”، الذي يتم تداوله حالياً بسعر 75 ريالاً، سيرتفع خلال الأسابيع القادمة. قررت تنفيذ أول صفقة بشراء عقد خيار شراء (Call).
الدخول إلى منصة التداول: قم بتسجيل الدخول إلى حسابك لدى الوسيط.
البحث عن السهم: ابحث عن رمز سهم “مصرف الراجحي”.
فتح سلسلة الخيارات: من صفحة السهم، اختر “الخيارات” أو “Options” لعرض سلسلة الخيارات.
اختيار تاريخ الانتهاء: لنفترض أنك اخترت تاريخ انتهاء بعد شهر من الآن.
اختيار سعر التنفيذ: قررت اختيار سعر تنفيذ قريب من السعر الحالي، وليكن 76 ريالاً.
تحديد نوع الأمر: اذهب إلى جانب خيارات الشراء (Calls) عند سعر تنفيذ 76 ريالاً. ستجد سعر الطلب (Ask)، لنقل إنه 1.50 ريال (أي 150 ريالاً للعقد الواحد). انقر على سعر الطلب لبدء أمر الشراء.
تعبئة تفاصيل الأمر:
العملية: شراء (Buy to Open).
الكمية: 1 (لشراء عقد واحد يمثل 100 سهم).
نوع الأمر: يمكنك اختيار أمر “سوق” (Market) للشراء فوراً بأفضل سعر متاح، أو أمر “محدد” (Limit) لتحديد أقصى سعر ترغب في دفعه (مثلاً 1.50 ريال). للمبتدئين، يفضل استخدام الأمر المحدد للتحكم في تكلفة الصفقة.
مراجعة الأمر والتأكيد: ستظهر لك شاشة ملخص توضح تفاصيل الصفقة: نوعها، تكلفتها الإجمالية (150 ريال + العمولة)، وتأثيرها على حسابك. راجعها بعناية ثم قم بتأكيد الأمر.
بهذه الخطوات، تكون قد نفذت بنجاح أول صفقة شراء خيار لك. الآن كل ما عليك فعله هو مراقبة أداء السهم وقيمة عقدك حتى تقرر إغلاق الصفقة أو تركها حتى تاريخ الانتهاء.
الحكم الشرعي لتداول الخيارات: هل هو حلال أم حرام؟
في مجتمعنا، يعتبر التوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية معياراً أساسياً للكثير من المستثمرين قبل الدخول في أي معاملة مالية. وتداول الخيارات، بصفته أداة مالية حديثة ومعقدة، يثير جدلاً واسعاً بين العلماء والفقهاء المعاصرين حول مدى مشروعيته. من المهم جداً التأكيد على أن هذا القسم لا يقدم فتوى شرعية نهائية، فالإفتاء هو من اختصاص الهيئات الشرعية المعتبرة والعلماء الراسخين في العلم. الهدف هنا هو عرض وجهات النظر المختلفة وأسبابها بموضوعية، لمساعدة المستثمر على تكوين فهم أولي للقضايا الشرعية المتعلقة بالخيارات، وتمكينه من طرح الأسئلة الصحيحة عند استشارة أهل الاختصاص. إن البحث عن الحكم الشرعي ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو جزء لا يتجزأ من مسؤولية المستثمر المسلم تجاه استثماراته، لضمان أن تكون مكاسبه مباركة ومتوافقة مع قيمه ومبادئه.
ماذا يقول العلماء؟ نظرة على آراء الهيئات الشرعية في عقود الخيارات
ينقسم رأي الفقهاء المعاصرين حول عقود الخيارات بشكل أساسي إلى فريقين رئيسيين: فريق يرى التحريم وفريق يرى الجواز بضوابط.
الفريق الأول: المانعون (يرون التحريم)
يستند هذا الفريق في رأيه إلى أن عقود الخيارات بصورتها الحالية في الأسواق المالية تحتوي على عناصر تجعلها غير متوافقة مع الشريعة، ومن أبرز هذه العناصر:
الغرر (Uncertainty): يعتبرون أن بيع وشراء “حق مجرد” غير مرتبط بأصل ملموس بشكل مباشر هو نوع من الغرر المنهي عنه، حيث إن نتيجة العقد غير مؤكدة وتعتمد على أحداث مستقبلية.
الميسر والقمار (Gambling): يرى هذا الفريق أن طبيعة الخيارات، التي قد تؤدي إلى ربح كبير جداً من مبلغ صغير أو خسارة المبلغ بالكامل، تشبه إلى حد كبير المقامرة، حيث لا تستند إلى نشاط اقتصادي حقيقي بل إلى مجرد المراهنة على تقلبات الأسعار.
ليست بيعاً حقيقياً: يجادلون بأن ما يتم بيعه ليس سلعة أو خدمة، بل هو مجرد “وعد” بالبيع أو الشراء، وهو ما لا تنطبق عليه شروط البيع في الفقه الإسلامي. وقد صدرت قرارات من بعض المجامع الفقهية المرموقة تتبنى هذا الرأي.
الفريق الثاني: المجيزون بضوابط (يرون الجواز)
يرى هذا الفريق أنه يمكن تكييف عقود الخيارات فقهياً والنظر إليها كأداة مالية مشروعة إذا تم استخدامها ضمن ضوابط معينة، وتستند حجتهم إلى:
القياس على “خيار الشرط” أو “العربون”: يقيسون العلاوة (Premium) المدفوعة على العربون الذي يدفعه المشتري ليحتفظ بحق إتمام البيع أو التراجع عنه، وهو أمر جائز في الفقه.
تحقيق المصلحة (Maslaha): يرون أن الخيارات، خصوصاً عند استخدامها لغرض التحوط (Hedging)، تحقق مصلحة كبيرة للمستثمرين والشركات بحماية أصولهم من المخاطر، وهذه المصلحة معتبرة شرعاً.
الحاجة المعاصرة: يقرون بأن هذه الأدوات أصبحت ضرورة في الأسواق المالية الحديثة لإدارة المخاطر، ويمكن تكييفها لتكون متوافقة مع الشريعة.
ضوابط الاستثمار المتوافق مع الشريعة في عالم الخيارات
بناءً على آراء الفريق الذي يجيز تداول الخيارات بضوابط، فإن المستثمر الذي يسعى للتوافق مع أحكام الشريعة يجب أن يلتزم بعدة شروط عند التعامل مع هذه الأداة. هذه الضوابط تهدف إلى تقليل عناصر الغرر والمقامرة والتركيز على الجانب الاستثماري الحقيقي وإدارة المخاطر.
أهم هذه الضوابط المقترحة هي:
التعامل على أصول مباحة: يجب أن يكون الأصل الأساسي لعقد الخيار (السهم) لشركة نشاطها حلال ومتوافق مع الشريعة الإسلامية. فلا يجوز تداول خيارات على أسهم بنوك ربوية أو شركات تعمل في أنشطة محرمة.
النية والهدف من التداول: يفرق الكثير من العلماء بين استخدام الخيارات لغرض التحوط من المخاطر (وهو ما يميلون إلى جوازه)، وبين استخدامها لغرض المضاربة البحتة (وهو ما يعتبرونه أقرب إلى المقامرة). المستثمر الذي يشتري خيار بيع (Put) لحماية أسهم يمتلكها بالفعل يختلف عن الذي يشتري خيار شراء (Call) للمراهنة فقط.
القبض والحيازة: من الشروط التي يضعها بعض الفقهاء هي ضرورة وجود نية حقيقية لتملك الأسهم عند ممارسة حق الشراء، وليس مجرد بيع العقد قبل انتهاء صلاحيته لتحقيق ربح من فرق السعر.
تجنب بيع ما لا تملك: هناك شبه إجماع على تحريم بيع خيارات الشراء غير المغطاة (Naked Call Writing)، لأنه يدخل في باب “بيع ما لا يملك” المحرم شرعاً، بالإضافة إلى مخاطره المالية العالية.
نصيحة هامة: نظراً لتعقيد المسألة وخلاف العلماء فيها، من الضروري على كل مستثمر أن يستشير هيئة شرعية موثوقة أو عالماً متخصصاً في فقه المعاملات المالية يثق في علمه ودينه قبل اتخاذ أي قرار، ليطمئن قلبه وتكون استثماراته مبنية على أساس شرعي واضح.
استراتيجيات تداول الخيارات للمبتدئين: ابدأ بخطوات واثقة
بعد أن أصبحت على دراية بالأساسيات والمخاطر والخطوات العملية، حان الوقت لتعلم بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكنك تطبيقها كمبتدئ. عالم استراتيجيات الخيارات واسع جداً ومعقد، ويحتوي على تراكيب متقدمة بأسماء غريبة مثل (Iron Condor) و (Butterfly Spread). لكن كبداية، يجب أن تركز على أبسط الاستراتيجيات وأكثرها مباشرة. النجاح في البداية لا يعني تحقيق أرباح خيالية، بل يعني فهم ما تفعله وتنفيذ صفقاتك بشكل صحيح مع إدارة المخاطر بفعالية. في هذا القسم، سنتناول استراتيجيتين أساسيتين فقط: واحدة للمراهنة على صعود السوق (شراء خيار الشراء)، وأخرى لحماية استثماراتك من الهبوط (شراء خيار البيع). هاتان الاستراتيجيتان تشكلان حجر الأساس لمعظم التراكيب المتقدمة، وإتقانهما سيمهد لك الطريق لتعلم المزيد في المستقبل. ابدأ بخطوات صغيرة وواثقة، وركز على التعلم والتطبيق قبل أن تفكر في الأرباح الكبيرة.
استراتيجية “شراء خيار الشراء” (Long Call): كيف تربح من توقعات صعود السهم؟
هذه هي الاستراتيجية الأكثر شيوعاً وبساطة للمتفائلين بالسوق. إذا كان لديك تحليل قوي أو معلومة تشير إلى أن سعر سهم معين على وشك الارتفاع، يمكنك استخدام استراتيجية “شراء خيار الشراء” للاستفادة من هذه الحركة بأقل تكلفة ممكنة.
متى تستخدمها؟
قبل إعلان شركة عن أرباح فصلية تتوقع أن تكون قوية.
عند صدور أخبار إيجابية عن قطاع معين (مثل ارتفاع أسعار النفط لأسهم قطاع الطاقة).
عندما يخترق السهم مستوى فنياً مهماً على الرسم البياني، مما يشير إلى بداية موجة صاعدة.
كيف تعمل؟
تقوم بـ شراء عقد خيار شراء (Call Option) على السهم الذي تتوقع ارتفاعه.
تدفع “علاوة” (Premium) مقابل الحصول على حق شراء 100 سهم بسعر التنفيذ المحدد.
إذا صدقت توقعاتك وارتفع سعر السهم فوق سعر التنفيذ، سترتفع قيمة عقد الخيار الذي تملكه.
لديك خياران لتحقيق الربح:
الأسهل والأكثر شيوعاً: بيع عقد الخيار نفسه في السوق بسعر أعلى من الذي اشتريته به، والربح هو الفارق.
ممارسة الحق: الاحتفاظ بالعقد حتى تاريخ الانتهاء وممارسة حقك في شراء الأسهم بسعر التنفيذ المنخفض، ثم بيعها في السوق بسعرها المرتفع. (هذا يتطلب رأس مال أكبر).
الميزة الكبرى: مخاطرك محدودة تماماً. أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تخطئ في توقعاتك وينخفض سعر السهم أو يبقى ثابتاً، وفي هذه الحالة ستكون خسارتك القصوى هي قيمة العلاوة التي دفعتها فقط. بينما أرباحك المحتملة، نظرياً، غير محدودة طالما استمر السهم في الارتفاع.
استراتيجية “شراء خيار البيع” (Long Put): تأمين محفظتك ضد هبوط السوق
هذه الاستراتيجية هي درع الحماية الخاص بك. إذا كنت تمتلك أسهماً في شركة معينة وتشعر بالقلق من احتمال انخفاض سعرها في المستقبل القريب، لكنك لا ترغب في بيعها لأنك مستثمر طويل الأجل، يمكنك استخدام استراتيجية “شراء خيار البيع” كبوليصة تأمين.
متى تستخدمها؟
عندما تمتلك عدداً كبيراً من أسهم شركة معينة وقبل إعلان نتائجها المالية التي قد تكون مخيبة للآمال.
عند ظهور مؤشرات اقتصادية سلبية قد تؤثر على السوق ككل (مثل رفع أسعار الفائدة).
إذا كنت تتوقع أن سهماً معيناً مقيّماً بأعلى من قيمته العادلة وحان وقت تصحيح سعره.
كيف تعمل؟
تقوم بـ شراء عقد خيار بيع (Put Option) على السهم الذي تمتلكه وتخشى من هبوطه.
تدفع “علاوة” (Premium) مقابل الحصول على حق بيع 100 سهم بسعر التنفيذ المحدد.
إذا حدث ما كنت تخشاه وانخفض سعر السهم بالفعل، سترتفع قيمة عقد البيع الذي اشتريته.
الربح الذي تحققه من عقد الخيار سيعوض كل أو جزء من الخسارة التي تكبدتها في قيمة أسهمك الأصلية.
الميزة الكبرى: هذه الاستراتيجية تسمح لك بـ حماية رأس مالك بتكلفة بسيطة ومعروفة مسبقاً (هي قيمة العلاوة). بدلاً من بيع أسهمك بخسارة والندم لاحقاً إذا عاودت الارتفاع، يمكنك الاحتفاظ بها وتأمينها ضد أي هبوط محتمل. إنها طريقة ذكية لإدارة المخاطر تمنحك راحة البال في الأوقات التي يكثر فيها عدم اليقين في السوق.
الخلاصة: هل الاستثمار في الخيارات هو القرار الصائب لك؟
وصلنا إلى نهاية دليلنا الشامل. لقد أبحرنا معاً في عالم تداول الخيارات، بدءاً من تبسيط مفهومه الأساسي، مروراً بفهم آلياته ومصطلحاته، وموازنة فرصه ومخاطره، وصولاً إلى الخطوات العملية لبدء التداول في السوق السعودي واستعراض بعض الاستراتيجيات البسيطة. أصبح من الواضح الآن أن الخيارات هي أداة مالية قوية ذات حدين: يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتضخيم الأرباح وحماية المحفظة، ولكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى خسائر سريعة إذا تم استخدامها بجهل أو تهور.
إجابة سؤال “هل الخيارات مناسبة لي؟” تعتمد كلياً عليك. إنها تعتمد على أهدافك الاستثمارية، ومستوى تحملك للمخاطر، ومدى استعدادك لتخصيص الوقت والجهد للتعلم المستمر. الخيارات ليست مخططاً للثراء السريع، بل هي أداة للمستثمر الواعي الذي يقوم بتحليله ويضع خطة واضحة لكل صفقة يدخلها. إذا كنت تبحث عن مستوى جديد من التحكم في استثماراتك ومستعداً لرحلة التعلم، فقد تكون الخيارات هي الخيار الصائب لك. أما إذا كنت تفضل الاستثمار البسيط ومنخفض المخاطر، فمن الأفضل الابتعاد عنها في الوقت الحالي. القرار لك، ونأمل أن يكون هذا الدليل قد أمدك بالمعرفة اللازمة لاتخاذه بثقة ووعي.
أسئلة شائعة حول تداول الخيارات في السوق السعودي
1. ما هو الحد الأدنى للمبلغ المطلوب لبدء تداول الخيارات؟
لا يوجد حد أدنى رسمي، لكن المبلغ يعتمد على سعر “العلاوة” للعقد الذي ترغب في شرائه. بعض العقود قد تكلف أقل من 100 ريال، بينما قد تكلف عقود أخرى آلاف الريالات. من الحكمة البدء بمبلغ صغير جداً يمكنك تحمل خسارته بالكامل كجزء من عملية التعلم.
2. هل يمكنني تداول الخيارات على جميع الأسهم المدرجة في السوق السعودي؟
لا، ليس بعد. تداول الخيارات متاح حالياً على مجموعة متزايدة من الأسهم القيادية في السوق. تشمل القائمة شركات كبرى مثل (أرامكو السعودية، مصرف الراجحي، سابك، الاتصالات السعودية (STC)، معادن، بنك الإنماء، وكيان السعودية) وغيرها. تقوم “تداول السعودية” بتوسيع هذه القائمة بشكل مستمر، لذا من الضروري دائماً مراجعة أحدث قائمة للأسهم المتاحة لدى وسيطك المالي أو عبر الموقع الرسمي لتداول السعودية.
3. هل أرباح تداول الخيارات خاضعة للضريبة في السعودية؟
حتى تاريخ كتابة هذا الدليل، لا توجد ضريبة على أرباح رأس المال من الاستثمار في الأسواق المالية للأفراد في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، القوانين قد تتغير، ومن الأفضل دائماً استشارة متخصص في الشؤون الضريبية أو متابعة آخر المستجدات من الجهات الرسمية.
4. هل يمكن أن أخسر أكثر من المبلغ الذي استثمرته؟ هل يمكن أن أصبح مديوناً؟
إذا كنت مشترياً للخيارات (Long Call/Long Put)، فإن خسارتك القصوى محدودة تماماً بالمبلغ الذي دفعته كثمن للعقد (العلاوة). من المستحيل أن تخسر أكثر من ذلك أو أن تصبح مديوناً. أما إذا كنت بائعاً للخيارات (خصوصاً البيع غير المغطى)، فإن خسائرك قد تكون غير محدودة، وهو أمر يجب على المبتدئين تجنبه تماماً.
5. ما الفرق بين الخيارات الأمريكية والخيارات الأوروبية؟
الفرق الرئيسي يكمن في وقت “ممارسة الحق”. الخيارات الأمريكية يمكن ممارستها في أي وقت قبل أو عند تاريخ الانتهاء. أما الخيارات الأوروبية فلا يمكن ممارستها إلا في تاريخ الانتهاء فقط. معظم خيارات الأسهم المفردة في السوق السعودي والعالمي هي من النوع الأمريكي، مما يعطي مرونة أكبر لحاملها.
إخلاء المسؤولية
مصادر المعلومات والغرض من المحتوى
تم إعداد هذا المحتوى بناءً على تحليل شامل لبيانات السوق العالمية والمحلية في مجالات الاقتصاد، والتكنولوجيا المالية (FinTech)، والذكاء الاصطناعي (AI)، وتحليل البيانات، والتأمين. الغرض من هذا المحتوى هو توفير معلومات تعليمية فقط. لضمان أقصى درجات الشمولية والحيادية، فإننا نعتمد على مصادر موثوقة في المجالات التالية:
- تحليل الاقتصاد والأسواق المالية العالمية: تقارير من مؤسسات مالية كبرى (مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي)، وبيانات البنوك المركزية (مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي السعودي)، ومنشورات هيئات تنظيم الأوراق المالية الدولية.
- التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي: أوراق بحثية من مؤسسات أكاديمية وشركات تقنية رائدة، وتقارير ترصد الابتكارات في مجالات البلوك تشين والذكاء الاصطناعي.
- أسعار السوق: بيانات تاريخية لأسعار الذهب والعملات والأسهم من البورصات العالمية الرئيسية. (ملاحظة هامة: جميع الأسعار والأمثلة الرقمية الواردة في المقالات هي لأغراض توضيحية وتستند إلى بيانات تاريخية وليست بيانات لحظية. يجب على القارئ التحقق من الأسعار الحالية من مصادر موثوقة قبل اتخاذ أي قرار).
- التمويل الإسلامي، التأمين التكافلي، والزكاة: قرارات من هيئات شرعية رسمية في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأطر التنظيمية من السلطات المالية والمؤسسات المالية المحلية (مثل إطار بازل).
إخلاء المسؤولية الإلزامي (إخلاء المسؤولية القانوني والشرعي)
جميع المعلومات والتحليلات والتوقعات الواردة في هذا المحتوى، سواء كانت تتعلق بالأسهم (مثل Tesla أو NVIDIA)، أو العملات المشفرة (مثل Bitcoin)، أو التأمين، أو التمويل الشخصي، لا يجب اعتبارها بأي حال من الأحوال نصيحة استثمارية أو مالية أو قانونية أو شرعية. تخضع هذه الأسواق والمنتجات لتقلبات عالية ومخاطر كبيرة.
المعلومات الواردة في هذا المحتوى تعكس الوضع بتاريخ نشر أو آخر تحديث للمقال. القوانين واللوائح وظروف السوق قد تتغير باستمرار، ولا يتحمل المؤلفون أو القائمون على الموقع أي التزام بتحديث المحتوى مستقبلاً.
لذا، يرجى الانتباه إلى النقاط التالية:
- 1. فيما يتعلق بالاستثمار والتمويل: يجب على القارئ استشارة مستشار مالي مؤهل قبل اتخاذ أي قرار استثماري أو تمويلي.
- 2. فيما يتعلق بالتأمين والمنتجات المتوافقة مع الشريعة: من الضروري التأكد من الأحكام والسياسات الخاصة بوضعك الشخصي من خلال الرجوع إلى جهة شرعية أو قانونية موثوقة (مثل مفتٍ أو محامٍ أو مستشار تأمين مؤهل).
لا يتحمل المؤلفون أو القائمون على الموقع أي مسؤولية عن أي خسائر أو أضرار قد تنتج عن الاعتماد على هذا المحتوى. القرار النهائي وأي مسؤولية مترتبة عليه تقع على عاتق القارئ وحده